02‏/09‏/2015

القسمة والنصيب

جاري سكسيك سافر إلى أمريكا منذ سنين بفيزا سياحية , وكان عليه تأمين عروس تقبل به قبل انتهاء مدة الفيزا
برم كل واشنطن دي سي ليلاقي بنت حلال ما مشي الحال , وبمعية أحد الجبلاويين تم إعداد مشروع أولي لتأمين عروس من سان فرنسيسكو , ولمن يجهل خارطة العم سام فإن المسافة بين واشنطن وسان فرنسيسكو تعادل تقريباً المسافة بين جبلة وواشنطن

ومع ذلك فكل المشاق في سبيل العروس تهون .
قطع الزلمة تيكت بقطار مأنتك بيقعد حوالي اسبوعين على الطريق , وبعد يومين أصبح كل القطار يعرفه ومن ضمنهم كريستينا
كريستينا مزارعة ثلاثينية ممتلئة , ليست خارقة الجمال لكنها ممتلئة بالحيوية والصحة وع القطعة بتسد وما بتشكي من شي , وإلى حد ما مقرشة
وبلغة الاشارة , وبالخمسين كلمة التي يعرفها سكسيك من الانجليزية فهمت القصة , ويبدو أنها تبحث عن عريس لا يدقق كثيراً بالشكل العام والتضاريس الدهنية , وهكذا فقد عرضت عليه الزواج , خصوصاً وأن لديها بيت صغير ومزرعة لابأس بها في احدى قرى كولورادو .
رفض سكسيك بحزم , فحظه مع مارلين مونرو ينتظره في سان فرنسيسكو , ويبدو أنه جرح مشاعر كريستينا فلم يأخذ اسمها الكامل ولا عنوانها , وهكذا عندما نزلت في احدى محطات منتصف الطريق دون أن تودعه أضاعها إلى الأبد .
تابع المغضوب سفره ليصل بعد نصف شهر إلى وجهته , وهناك اكتشف منذ اليوم الأول أن كلام ابن مدينته تفنيص بتفنيص , فلا عروس ولا هم يحزنون .
كسر سكسيك الفيزا , وبقى عشرين عاماً يعمل بشكل غير نظامي في غسيل الصحون ومسح الزجاج وهو ملاحق من دائرة الهجرة حتى أتت الثورة السورية التي كانت خير وبركة عليه عندما وافق الأمريكان أخيراً على منحه حق اللجوء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق