27‏/10‏/2013

الحكيم والنهر

سار أحد الحكماء مرة على ضفاف أحد الأنهار فقال : يا رب , لو جعلته نهر كزوز أما كان اكثر فائدة للبشر .
ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة فتحول النهر بقدرة قادر إلى كزوز ميراندا .
ذهب الحكيم إلى بيته مسروراً لتحقق دعائه ثم عاد في اليوم التالي للنزهة على ضفاف النهر ليعب ماشاء له أن يعب من الميراندا الربانية فوجد هرجاً ومرجاً وحراساً وعمالاً يبنون سوراً شاهقاً على نهر الكزوز , فسألهم عن الأمر فقالوا : رامي مخلوف أعزه الله أراد استثمار هذه الثروة الطبيعية لمنافسة شركتي بيبسي وكوكا كولا المتصهينتين .
وهكذا حُرم المواطنون من بركات النهر , فتنحى الحكيم جانباً وهو يقول بصوتٍ كسير : في بلدٍ يحكمه الأسد , نهر خرا كتير عالبشر .
ويبدو أن أبواب السماء كانت مشرعة كذلك فتحول كزوز النهر على الفور إلى خرا .
.
عاد الحكيم في اليوم التالي وهو متسلح بكمامة من أجل شم الهوا على ضفاف نهر الخرا , فوجد عمالاً وحراساً أكثر من اليوم السابق , وعلى منبع النهر شاخصة إعلانية ضخمة مكتوب عليها :
معمل أصدقاء البيئة للسماد الطبيعي – لصاحبه رامي مخلوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق