05‏/01‏/2013

رسالة إلى صديق من مصر


       
صديقي حسنين
أطيب التحايا والسلام

أعلم يقيناً كم أنت ممتعض من شركة موبينيل للمحمول , ومن أمها أوراسكوم وباقي أفراد عائلتها التي يسيطر عليها آل سايروس بالكامل.

قلت لي مرة : إنهم يسرقونكم ويشلخون جيوبكم لحد الإفقار وهذا خبر سيء حقاً , لكن المفرح أن ابن بلدي البطل رامي محمد مخلوف قد أخذ بثأركم وزيادة .
وإليك القصة :

في أحد ليالي ربيع 1994  اجتمع في منزل محمد مخلوف بقرية بستان الباشا الجبلاوية – وبأمر مباشر من الرئيسين حافظ الأسد وحسني مبارك – كل من السيدين نجيب سايروس ورامي مخلوف للاتفاق على تأسيس شركة للمحمول في سوريا يمتلك نصفها جمال مبارك عبر واجهة نجيب سايروس ونصفها الآخر أبناء محمد مخلوف شقيق أنيسة " زوجة الرئيس السوري " .

وقد أثمر اللقاء على تأسيس شركة محدودة المسؤولية – سرعان ما تحولت إلى شركة مساهمة – في إحدى جمهوريات الموز برأسمال قدره خمسون ألف دولار أمريكي لتكون نواة السيطرة على سوق الاتصالات في سورية .

لقد أصر الجانب السوري على هذا المبلغ الضئيل بحجة التهرب من الضرائب الفادحة عند بدء العمل في السوق السورية , كما أصر السوريون على أن القضاء المحلي هو المخول لفض أي نزاعات تجارية محتملة بين الفرقاء والغريب أن الثعلب سايروس شرب المقلبين .

ومنذ عام 1998 والمهندسون المصريون التابعون لأوراسكوم يتوافدون على سورية لتجهيز البنية التحتية لأول شبكة محمول في البلد تحت الاسم التجاري ( سيريتل ) , وخلال أقل من عامين كانت الشركة جاهزة للبدء بتقديم خدماتها للجمهور .

كانت الشركة ذات كياني قانوني مستقل عن موبينيل المصرية , وبالتالي أصر السوريون – سنداً للقانون التجاري السوري - أن تكون قطع التبديل المطلوبة لصيانة شبكات الشركة في سورية بإسم الشركة وليس بإسم موبينيل , وبهذا تم توقيع تعاقدات مستقلة مع الموردين والصانعين لتوريد قطع التبديل اللازمة للصيانة بشكل مباشر .

ويوم قص الشريط الحريري لأول شركة محمول سورية , وقبل أن يجني نجيب سايروس – ممول المشروع بالكامل – قرشاً واحداً , قام رامي مخلوف باختلاق نزاع تجاري مع عائلة سايروس أمام محكمة البداية الأولى بدمشق , وتم تبليغ المدعى عليه ( أوراسكوم المصرية ) محضر الدعوى عن طريق القسم التجاري بالسفارة المصرية بسورية .

أرغى حسني مبارك وأزبد وتدخل شخصياً بالموضوع مع حافظ الأسد الذي كان يعيش أيامه الأخيرة  فأحال الموضوع برمته لابنه بشار الذي  تهرب من إلحاح مبارك على طي الموضوع بحجة أن الأمر برمته بيد القضاء السوري العادل .

لكن بشار الأسد أفهم ابن خاله رامي على أن العلاقات المصرية – السورية أكبر كثيراً من شركة اتصالات , وبالتالي فعلى رامي مخلوف تسديد كافة الالتزامات المالية للأخوة المصريين وفق عقود التأسيس .

كانت النفقات التي صرفها سايروس على الشبكة الوليدة تتجاوز النصف مليار دولار , لكن الرفيق رامي قدم للقضاء النزيه عقد التأسيس الأصلي الذي يوضح أن رأس المال المدفوع من الشركاء هو 50 ألف دولار أمريكي , وبمعدل 25 ألف دولار لكل شريك .

بشار الأسد وابن خاله رامي لا يأكلون حراماً قط , وبالتالي عرضوا على سايروس مبلغ الـ 25 ألف دولار المذكورة بعقد التأسيس للاستحواذ على حصته وفض الخلاف بين الأخوة , وكان رد سايروس هو الرفض وتصعيد الموضوع إلى التحكيم الدولي .

فقال له محامو رامي " أعلى ما بخيلك اركبه " مبرزين وثيقة بخط سايروس تقول بالبنط العريض أن القضاء المحلي السوري هو المختص بالخلافات بين الفرقاء .

ولما رفض سايروس قبض الـ 25 ألف دولار قيمة حصته بالشركة , أودع رامي مخلوف المبلغ كاملاً في صندوق المحكمة بالليرات السورية بسعر الصرف وباشر إجراءات نقل الملكية دون إمكانية الاعتراض من أحد .

مسكين حسني مبارك, لم يكن يدري مقدار العتمة التي أدخل آل سايروس بها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق