05‏/01‏/2013

أيهم والبارومتر



..
في امتحان الفيزياء بجامعة كوبنهاجن بالدنمارك كان أحد الأسئلة كالتالي:
كيف تحدد ارتفاع ناطحة السحاب باستخدام البارومتر؟. كانت اجابة أحد الطلبة مستفزة لأستاذ الفيزياء لدرجة أنه أعطاه صفرًا دون إتمام التصحيح. كانت إجابته: أن أربط البارومتر ( مقياس الضغط ) بخيط ثم أنزله من أعلى الناطحة حتى يمس الأرض ثم أقيس طول الخيط".
قدم الطالب تظلمًا لإدارة الجامعة مؤكدًا أن إجابته صحيحة مائة في المائة وحسب قانون الجامعة عين خبير للبت في القضية، وأفاد تقرير الخبير أن إجابة
 الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء وقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى وإعادة الامتحان شفهيا وطرح عليه الحكم نفس السؤال، فكر الطالب قليلا ثم قال: لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها اختار، فقال له الحكم: هات كل ما عندك، فاجاب الطالب: يمكن إلقاء البارومتر من أعلى الناطحة ويقاس الوقت الذي يستغرقه حتى يصل إلى الأرض وبالتالي يمكن معرفة ارتفاع الناطحة، إذا كانت الشمس مشرقة يمكن قياس طول ظل البارومتر وطول ظل الناطحة فنعرف طول الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين.

إذا أردنا أسرع الحلول فإن أفضل طريقة هي أن نقدم البارومتر هدية لحارس الناطحة على أن يعلمنا بطولها. أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى الناطحة باستخدام البارومتر. كان الحكم ينتظر الاجابة الأخيرة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء, بينما الطالب يعتبرها الإجابة الأسوأ نظرًا لصعوبتها وتعقيدها، بقي أن تعرف أن اسم الطالب هو "نيلز بور" وهو لم ينجح فقط في الامتحان , بل حاز لاحقاً جائزة نوبل في الفيزياء عام 1925 ودخل التاريخ كأحد أعظم علماء الفيزياء الذرية في جميع العصور .

..
الخلاصة :
لا يستطيع الأستاذ على الدوام أن يرتقي لمستوى طلابه .
..
بس مو هون الفيلم ..
..
الفيلم أن الحكاية حصلت معي شخصياً في الصف الحادي عشر العلمي .. كنت قد اطلعت على قصة نيلز بور في احدى المجلات بالصيف .. ودخل العام الدراسي وكان أحد الدروس يتعلق بشكل ما بالثيرمومتر ( ميزان الحرارة ) .
لم أبالِ كثيراً بالفرق بين الثيرمومتر والبارومتر طالما أنهما على نفس الجناس اللفظي والقافية , فرفعت يدي رفع المدل الواثق وتنحنحت تنحح الواثق أيضاً وأنا أشرح للأستاذ والطلاب عن كيفية قياس ارتفاع ناطحة سحاب بواسطة الثيرمومتر ( ميزان الحرارة ) .
كان الأستاذ على ما يبدو يعرف القصة فقاطعني قائلاً :
قعود يا ابني يا حمار .
هداك اسمه بارومتر ويستعمل لقياس الضغط الجوي .. وانت قاعد فرحان بحالك بدك تعملّي نيلز بور .
..
"
قديش كانوا الأساتذة يحبوا يكسروا لي مقاديفي " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق