05‏/01‏/2013

من إرهاصات الطفولة



..
عندما كنا صغاراً كانت بعض الكلمات الأقل من عادية تعتبر قمة العيب .
أعيب تلك الكلمات كلمة فازلين , كانت كل الحارة تسمي تلك المادة الهلامية الشحمية وزلين ولا تستعمل - ككلمة - الا في معرض الردح والتسابب , وعندما سمعت هذه الكلمة في معرض سياقها الطبيعي للمرة الأولى أحسست بالصدمة .. فقد وقف جارنا عبد الرزاق بكل بساطة عند سمان الحارة يسأله : عندك وزلين ؟؟..


هالتني المفاجأة واعتقدت 
أن عبد الرزاق " الشاب الطيب " شخص أزعر ممن كانت تخيفنا وتحذرنا منهم جدتي .
كبرنا وكبرنا وغطت السنين تلك الحادثة لكنني لا أزل أرى في عبد الرزاق ذلك الشخص المنحرف الأزعر الذي يتوجب الخشية منه .
..
كلمة أخرى في القاموس الجبلاوي ما زالت تطعنني وتشعرني بالخجل وهى كلمة : كتالوك .
كانت هذه الكلمة ترتبط بشكل وثيق في حارتنا الفقيرة بالمجلات الجنسية الفاضحة .
لم يكن الفيديو قد طرق باب الحي حينها علماً أنه كاد ينقرض في باقي جبلة لتحل محله أجهزة الـ V-CD ( الأب الشرعي للـ DVD ) أما في حينا الفقير فكانت مجلات البلاي بوي والاكستريم سكس الممزقة والمتآكلة ما تزال السمة المميزة .
المهم أن أبي ( مثقف الحارة ) عندما اشترى البراد الجديد صرخ على أمي أن تحضر الكتالوك قبل وصل البراد بالكهرباء .. أصابتني الجمدة من هذه الكلمة ومن استعماله لها بهذه البساطة , وهى احدى كلمات التابو التي كنا نتداولها بهمس وسرية مطلقة - نحن الأولاد - ..
مرت السنين , وأصبحت مهندساً ومع ذلك , ما زلت أشعر بالحرج وأنا أطلب في عملي الكتالوكات التفصيلية لكل مشروع .
...
وما زال القاموس الجبلاوي عامراً بكلمات أخرى ...
اااايه .. كانت أيام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق